اللحظات الاولى للاعتقال






تم اعتقالي في ذلك اليوم في احدى مقاهي الانترنت المتواجده بالقرب من منزلي حيث انني بعد قصة صفحة الله نصحني احد الاصدقاء قائلا ان كنت تنشر من خلال البيت فسوف يكون سهلا عليهم تحديد موقعك ومكانك فانا انصحك باستخدام مقاهي الانترنت
فاصبحت في كل يوم عندما اريد ان انشر شيئا اقوم بالتوجه الى مقهى انترنت مختلف واعود!! 

اما في ذلك اليوم لم ارجع ولم اكن قد انهيت ما اريد ان اكتبه لكني اذكر انني في وقتها نشرت صورة تفيد بان الفيس بوك قام بحذف الصفحة وذلك بسبب مخالفتها للقوانين ونشرت تحذير الفيس بوك لي وبدأنا بالسخرية والتهكم انا وبعض الادمن الذين كانوا في الصفحة وما زالت الصورة والتعليقات موجوده على حسابي الشخصي في الفيس بوك منذ ذلك التاريخ
 وهذا ينفي بشكل قاطع ما تبنته المخابرات الفلسطينيه من انها قامت بحذف الصفحة
وما زلت اتسائل لماذا جهاز يعتبر نفسه جهاز امني يدعي مثل هذا هل  يبحثون عن دور مفقود لكي يسجلوا انتصارات على صفحات افتراضيه و يظهروا بمظهر الحاميين المدافعين عن الاسلام !! بعد ان فقدوا كل شئ واصبحوا مجرد دمى يحركها من يدفع لهم اكثر ؟!!!

اذا انني شبه متأكد ان اعتقالي بالاساس ما هو الا نوع من محاولة كسب تعاطف الشعب مع تلك السلطة التي اصبح رصيدها في الشارع لا يتعدى صفر  السلطة التي تعاني من الانهيار الشعبي في ذلك الوقت مع تنامي وسيطرة الطرف الاخر المتمثل في الاسلاميين والذين كانوا يكفرّون السلطة وافرادها
وهذا ايضا احد الاسباب المباشرة التي دفعت رئيسها الى اخر مغامراته الانهزاميه  من اعلان توجهه الى مجلس الامن من اجل الحصول على اعتراف  لتلك الدويلة المسخ التي يريدها متناسيا الكثير من الحقوق ونوعا من محاولة كسب رضا الشارع والظهور بمظهر بطل قومي وهو الذي يعاني الكثير على جميع الاصعده

ففي ساعات المساء تقدم لي اربعه اشخاص وكانوا بلبسون الزي المدني وقالوا لي باننا نريدك في جهاز المخابرات العامه فسألتهم لماذا لانني كنت اعرفهم شخصيا فقالوا لي لا نعرف
وتم وضعي في السيارة الخاصه وطلبوا مني ان اقوم باغلاق هاتفي واعطائهم اياه!!

 في هذه اللحظات دار كل شئ في رأسي فبكل تأكيد يتم اعتقالي الان على خلفيه صفحاتي الالحاديه فانا لم اقم باي شئ يخالف القانون فقبل ان اقوم باغلاق هاتفي فعلت احد البرامج الخاصة عليه التي تقوم بحذف كل الرسائل والاسماء وتعيد الهاتف الى تاريخ الصنع وبذلك اضمن ان جهازي لا شئ عليه يدينني!

وصلنا مقر المخابرات وتم وضعي في غرفة الانتظار بعد مصادرة الهاتف بحوزتي وطالت فترة الانتظار مدة ساعتين او اكثر خلالهما رأيت بعض العامليين الذين كنت اعرفهم فكنت اسالهم لما انا هنا وهم يقولون نحن ايضا نستغرب هذا ولا نعرفه لكن لا تقلق لا نعتقد ان الامر خطير لان الذي يريدك هو مدير جهاز المخابرات ليس اكثر ....

لكن خلال هذه الساعات قررت ان ارتب افكاري لكي اعرف ما يملكون ضدي وكيف ادافع عن نفسي فأنا املك الكثير من النشاطات الالحاديه على الانترنت  فبقيت في دوامه وكانت اصعب لحظات حياتي 

الخطوة الأولى : اعمل عبيط !!

تم استدعائي ودخلت على مدير فرع المخابرات فقال لي كيف حالك ؟ قلت له لست بخير فأنا لا اعرف لماذا انا هنا؟ فقال لي انت (الله) قلت له لا فقال لي اقصد الصفحة على الفيس بوك قلت لا اعلم بها وهنا تداركت نفسي ان أمثل الصدمه وان امثل كيف انني لا اعلم شئ كل هذا فقط لشئ واحد اريد ان اعلم ما يملكون ضدي بالضبط !!

بعض من الارتباك على بعض من الجهل على عدم ثقة بالنفس كل هذا امزجه وستصل الى مرادك ولو مؤقتا

فقال لي دعني اعرض لك الصفحة قلت له تفضل وانا اعرف مسبقا انها حذفت !! فلم يجدها على الفيس بوك فقلت له اين هي ؟؟ فقال لي اعتقد انها حذفت لا عليك لكن هل هذا هاتفك فقلت له نعم فقال لي لماذا هو خالي؟؟ فقلت له لانه جديد !!

اعتقد اني نجحت في تمثيل البلاهه والصدمة وكل ما قلت عنه لان مدير المخابرات قال لي اذهب الان واستريح وسنكمل حديثنا غدا ! فابتسمت ابتسامه وبوضوح لم يفهموها وسالوني عنها وقتها وأظن انهم اعتقدوا بأن هذا احد اعراض صدمه نفسيه ... لكن الان اعتقد بأنهم فهموها على حقيقتها 

فأدخلوني الى احدى الزنانزين داخل المقر الذي قضيت فيه كل ايام سجني التي امتدت الى عشرة شهور تلك الليله لم انم! وكنت افكر ماذا سأقول وماذا سأفعل وماذا سيحدث لو انتشر الخبر وما هي ردة فعل الناس وادخلت نفسي في دوامات كثيرة وما ان اخرج من دوامه مرضيا نفسي باجابة حتى تشدني دوامه اخرى وبقيت كذلك الى ان اشرقت الشمس


في صبيحة اليوم التالي تم اخذي الى الوحدة الصحيه كاجراء روتيني ليتم الكشف عليّ وكتابة التقرير الصحي ومعرفة ان كنت اعاني من امراض او كسور سابقة او عمليات جراحيه 

وبعد الانتهاء تم اخذي الى الشرطة العسكريه وهناك كان المدعي العام العسكري الذي احمله كامل المسؤوليه عما حدث لي في تلك الفترة وسوف اقوم بمقاضاته عن كل شئ  وان وصل الامر لمقاضاة السلطة سافعل وقريبا جدا سيكون هذا وبعد ان اتاكد من المسأله القانونيه سأقوم بنشر الاسماء الكامله لهم جميعا كي لا يعتبروه تشهيرا 


فهذا المدعي العام كان يقوم بمراقبة كل ما افعله على الانترنت على مدار اكثر من ثلاثة شهور فعرض لي اكثر من 40 صفحة من الشاشات المأخوذة عن طريق برينت سكرين منها ما كان في البيت ومنها ما كان في مقاهي انترنت مختلفة وحتى من حواسيب الاصدقاء 

وسالني ما هذا ؟ قلت له لا اعلم فقال هذا ما كنت تفعله انت قلت له انا لم افعل شئ
وهنا بدأ سيل الشتائم والاهانات التي لم تكن لتنتهي وعندما سالوني عن هاتفي حيث انه عندما فتحوه وصل الكثير من الرسائل والاتصالات وهم يسالوني عن من هذا ومن صاحبه ولسوء الحظ كانت ارقام دوليه وسببت مشكله لي فيما بعد حيث ظنوا باني على علاقة بمنظمات تدعمني لكي اقوم بهذه الاشياء انها نظرية المؤامرة التي تسيطر عليهم من اصغر شخص فيهم الى اكبرهم من اجهلهم الى متعلمهم فهم يتخيلون بان الكون يدور حولهم وبان كل يسعى الى تدميرهم والكل يغبطهم على ما هم فيه !!! 

وانا بكل براءة اسال على ما تحسدون؟ فانتم ارذل اهل الارض وانتم اجهل اهل الارض فانتم امة ضحكت من جهلها الامم لا انتم امة استحى الجهل ان ينسب اليها 

وعندما انتهوا من سيل الشتائم قالوا لي الان سنرجعك الى المخابرات العامه
وتم ارجاعي وبدأ التحقيق الفعلي .......